تكلمت حبة الرمل

افضيت للبحر بأسراري, وما أكثرها ! وقلت له همساً:
(أريد أيها البحر أن اصبح عظيماً. فكيف السبيل يابحر لذلك)؟
فإذا حبة رمل كانت تسترق السمع , فحسبتها عملاقاً انتصب
امامي حين سألتني هل كنت يوماً عيناً ترى ولا تبوح ,
وإذناً تسمع ولا تفضح , ولساناً يُبَلْسم ولا يدمي , ويداًتنبسط للعطاء,
وتنقبض عن الأخذ , وجبيناً يتواضع ولا ينحني)؟
فأجبتها : ( كلاّ )
عندئذ تحول البحر عني, وضحكت حبة الرمل مني وقالت :
( وكيف تريد ان تصبح عظيماً , وأنت لم تولد بعد ؟؟
وقلت لحبة الرمل : ( زيديني من حكمتك , فأنا متعطش للحكمة , وينابيعها بعيدة عني ).
فأجابت أنتم تبحثون عن العظمة في كل مكان , وهي كامنة في أعماقكم . ولكنكم لم تهتدوا بعد إليها .
لأنكم تجهلون ذواتكم . ومتى بدأتم تدركون ما أنتم وما يجب ان تكونوا, أطلّت العظمة نوراً من عيونكم , وكلمةً
في شفاهكم , وإرادة بين أيديكم ..

عُدت الى غرفتي , وحديث حبة الرمل يتراقص أمام عيني ,
فأحسه تململاً في ذاتي , وسرعان مايتحول الى انتفاضة , فثورة , حملت بين يديها ولادتي الجديدة ..
ما أحكمك يا حبة الرمل رغم صمتك وجمودك ...