سلسله دورة الزواج الأولي ( زواج ناجح جداً ) : الزوج رجل .. والزوجة إمراة

لقد استعرت اسم هذه الحلقة من الكتاب المميز للدكتور جمال ماضي والذي يحمل نفس الإسم لأني أحسست أنه مناسب جداً لعنوان الحلقة ..

الزوج رجل والزوجة إمرأة ..هذه هي الحقيقة التي نعلمها جميعاً ولكننا ننساها أو نتناسها حينما نتعامل مع بعضنا البعض كأزواج وزوجات .. ننسي حقيقة أن الرجل رجل .. والمرأة مرأة

الرجل له طبيعة خاصة تتناسب مع مهمته في الحياة و أيضاً المرأة لها طبيعة أخري مختلفة تماماً تتناسب مع مهمتها التي خلقها الله من أجلها .. وطبقاً لتلك الطبيعة فإن أسلوب التعامل وسلوك كل منهم مختلف تماماً عن الآخر ومن الطبيعي أن يراعي كلا من الطرفين هذه الإختلافات أثناء التعامل.

ولكن ما يحدث أن كل طرف يتوقع أن يكون الطرف الآخر شبهه تقريباً ( يريد ما يريد ) و (يشعر بما يشعر ) بل والأكثر من ذلك ان يتوقع رد فعل معين من الطرف الآخر علي أساس هذا الفهم الخاطئ.

فمثلاً الرجال يتوقعون أن تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال ، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء .

وكل طرف يستعجب من طريقة المعاملة ويتسائل لماذا يعاملني الطرف الآخر بهذه الطريقة ؟

كل ذلك لعدم فهم طبيعة الرجل وطبيعة المرأة ..

لمحة سريعة عن اختلافاتنا :

طبيعة الرجال :

- يحب الرجال القوة والكفاءة والفاعلية والإنجاز ، يسعون دائماً لإثبات أنفسهم عن طريق أعمال تبهر من حولهم وتبهرهم شخصياً .. ليبرهنوا لأنفسهم أنهم قادرين علي تحقيق النجاح ، والنجاح دائماً يعطيهم الثقة بالنفس والشعور بالراحة والإشباع .

- غالباً يفضل الرجال الأنشطة الخارجية مثل صيد السمك ، لعب كرة القدم ، سباق السيارات ، يهتمون بالأخبار و الطقس والرياضة .

- يهتمون بالأشياء المادية أكثر من المشاعر والأحاسيس ، يحكمون العقل دائماً قبل العواطف وينظرون للأمور من ناحية المكاسب والخسارة دون النظر للجوانب الأنسانية .. ففي الوقت الذي تحلم فيه النساء بالحب .. يفكر الرجل في السيارات الفارهة والكمبيوترات الأكثر سرعة والآلآت التكنولوجية الحديثة و متابعة نتائج دوري كرة القدم .

- غالباً يهتم الرجال بالأشياء التي تمكنهم من التعبير عن القوة والقدرة وذلك عن طريق صناعة النتائج وتحقيق الأهداف

و تحقيق الأهداف مهم جداً بالنسبة للرجل لأنه وسيلته للبرهنة علي مقدرته وبالتالي للشعور بالرضا عن نفسه وبالنسبة له يجب أن يحقق تلك الأهداف ( بنفسه ) دون مساعدة ليشعر بالرضا عن نفسه .

وهذه الصفة السابقة تساعد النساء علي فهم لماذا يقاوم الرجال بشدة محاولة التصحيح أو اخباره ماذا يفعل ، لأن ذلك يعني له أن المرأة قد افترضت فيه أنه لا يعرف ماذا يفعل أو أنه لا يستطيع القيام به مما يعني ضعف الرجل .. فالرجال حساسون جداً لهذا الأمر .

- غالباً ما يعالج الرجال مشكلاتهم بانفسهم ولذلك نادراً ما يتحدث الرجال عن مشاكلهم الخاصة إلا إذا كان بحاجة فعلاً إلي نصيحة خبير ، فطلب المعونة وانت قادر علي القيام بذلك بنفسك تُفهم علي أنها علامة ضعف ، ولكن اذا كان حقاً يحتاج إلي المساعدة فالحصول عليها دلالة الحكمة وفي هذه الحالة سيبحث عن شخص يحترمه ليتحدث إليه .

- يفهم الرجل أن الحديث عن المشكلة هي دعوة للنصح ، بمعني أنه اذا تحدث شخص ما إلي أحد الرجال عن مشكلة تواجهه فيفهم الرجل تلقائياً أنه يطلب منه النصيحة والمشورة ..

هذا العرف هو ما يدعوا الرجل بالفطرة إلي تقديم حلول عندما تتحدث المرأة عن مشكلات بينما المراة تريد أن تبوح عن مشاعرها وأن تتحدث ببراءة عن مشكلاتها اليومية ولكن بصوت مرتفع فيفترض الرجل خطأ أنها تبحث عن النصح فيقوم بوضع قبعة الخبير ويبدا بإسداء النصائح وهذا هو اسلوب الرجل في إبداء حبه ومحاولته المساعدة .
ولكن بمجرد أن يبدأ في إعطاء حل تستمر هي في ضيقها ويصبح استماعه أكثر صعوبة لأن حله مرفوض مبدأيا إنما هي تريد أن تتحدث فقط لا غير.. فيشعر الرجل ان حله بلا فائدة أونفع بينما لو حاول الرجل الإستماع بتعاطف أو اهتمام فسيكسب قلب المرأة .

- دائماً ما يتعامل الرجال مع المشاكل بالتفكير العميق لإيجاد حل للمشكلة وفي هذه الفترة يدخل الرجل في نوبة صمت طويلة لا يحب أن يقطعها عليه أحد حتي يتعب من التفكير أو يجد حلاً للمشكلة ، وغالباً ما يتعامل الرجال مع المشاكل بالتقليل من شانها وربما يخرج مع بعض الأصدقاء أو يمارس رياضة معينة لكي يصفي ذهنة ليستطيع التفكير مرة أخري وايجاد حلول .. واذا وجد الرجل حلاً يشعر بتحسن كبير..





طبيعة المرأة :

- للنساء قيم مختلفة تماماً فهن يقدرن الحب والتواصل والجمال والعلاقات الإجتماعية ويقضين وقتاً طويلاً في رعاية ومساندة ومساعدة بعضهن بعضاً .

- يشعرن بالإشباع بالمشاركة والتواصل والعلاقات الإجتماعية علي عكس الرجل الذي يشعر بالإشباع عند تحقيق أهدافه .

- تعتبر المشاعر هي المصدر الأول الذي عن طريقه تحدد المرأة نوعية العلاقة و انطباعاتها عن الطرف الأخر ولأن العاطفة تمثل جزء كبير من اهتمامات المراة فغالباً ما تحكم علي الأشياء من منظور عاطفي أو انساني .

- تستمتع المراة بلبس ملابس مختلفة كل يوم وفقاً لمشاعرها والتعبير عن ذاتها وحالتها المزاجية في ذلك اليوم .

- التحدث عن المشاكل والبوح بالمشاعر أمر له أهمية كبيرة جداً عند المرأة وهو يعتبر مصدراً كبيراً للاشباع لا يستطيع الرجل فهمه مقارنة بالرضا الذي يشعر به الرجل اذا فاز في مسابقة أو كسب رهاناً أو حقق نجاحاً في عمله .

اذا لم يفهم الرجل هذه الطبيعة جيداً فإنها قد تكون سبباً مباشراً لمشاكل كثيرة في الحياة الزوجية إذ أن الرجل يجب عليه أن ينصت ويستمع ويتفاعل مع زوجته أثناء التحدث عن مشاكلها أو عن تفاصيل يومها دون التسفيه أو محاولة قطع الحوار .. علي ان تراعي الزوجة ايضاً متاعب الرجل وأعباءه .

- تشعر المرأة بذاتها من خلال مراعات حاجات الاخرين ومشاعرهم ومن دلائل الحب العظيمة عند المرأة أن تقدم مساعدة أو عوناً دون أن يطلب منها .

وهذه الطبيعة قد تكون محل صدام بين الرجل والمرأة إذا أن الرجل يحب بطبيعته انجاز الأعمال بنفسه دون مساعدة ويعتبر المساعدة دليل علي ضعفه بينما تعتبر المراة تقديم المساعدة دون طلب من دلائل الحب .

- تتعايش المراة مع الضغوط والمشاكل بطريقة مختلفة ، إذا أنها تصبح أقل تركيزا و مثقلة بالهموم و مشوشة عاطفياُ و غالباً ما تضخم المراة المشكلة لكي تجبر الرجل إلي أن يستمع إليها ويشعر بها.. وتشعر المرأة بتحسن كبير عندما تتحدث عن المشكلة لا عندما تجد حلا لها ، بعكس الرجل تماماً .

-----------------

الفروق والإختلافات كثيرة اكثر من أن تحصي وسوف نتناولها في الحلقات القادمة بإذن الله ولكن بقي في هذه الحلقة أن أذكر موقفاً يتكرر كثيراً بين معظم الأزواج والزوجات لنعرف كيف أن عدم فهم هذه الإختلافات تكون سبباً في المشاكل

عندما يعود ماجد إلي المنزل فإنه يريد أن يستريح ويسترخي بعد يوم شاق من العمل ، إنه مجهد بمشكلاته اليومية التي لم تحل ويجد الراحة عن طريق نسيانها بمتابعة الأخبار او مشاهدة احد البرامج التي يفضلها ، أما زوجته سلوي فهي تريد أن تستريح من يوم متعب ولكنها تريد أن ترتاح بالحديث عن مشكلات يومها ..

وبين محاولات سلوي الحديث ومقاومة ماجد لذلك ومحاولة الجلوس في هدوء تنشأ بينهما مشادة كلامية تنتهي باستياء الطرفين ..

ماجد يفكر بان سلوي كثيرة الكلام بينما تشعر سلوي بان ماجد يتجاهلها..

وحل هذه المشكلة يكمن في معرفة ماجد وسلوي لطبيعة الإختلافات بينهما و تقدير مدي حب كل طرف للآخر .. فدون أن يعرف ماجد أن النساء بحاجة حقاً إلي التحدث عن المشكلات ليشعرن بالتحسن سوف يستمر بالتفكير بان سلوي تتحدث كثيراً ويقاوم رغبتها في الحديث ... و دون أن تعرف سلوي بأنه كان يتابع الأخبار أو يشاهد التلفاز ليشعر نفسه بالتحسن ستستمر سلوي في الإعتقاد بان ماجد يتجاهلها وستستمر في محاولاتها في أن تجعله يتحدث إليها بينما هو لا يريد .

في نهاية هذه الحلقة سأطرح عليكم بعض الأسئلة وانتظر الإجابات كتعليق علي المقال :

ما رأيك في فكرة السلسلة ؟

ما رأيك في الإسم المختار للسلسلة ؟

ما رأيك في أسلوب الكتابة وطريقة العرض ؟

هل استفدت حقاً من محتوي المعلومات الموجودة في هذه الحلقة ؟

أرجوا أن يكتب كل عضو رأيه في هذه الحلقة بصراحة وايجابياتها وسلبياتها والمواضيع التي يريد مناقشتها في الحلقات القادمة



انتظروني في الحلقة القادمة بعنوان / اختيار شريك الحياة

يسلمووو ابتي
مرور طيفك الراقي يرسم الابتسامة على وجهي
أشكرك لحضورك الجميل
و لردك الرقيق الذي زاد الموضوع
جمالا ساحرا و عبيرا ورديا
دمت بكل الحب والخير
في كل لحظاتك الجميلة
تحياتي لك ابي وخالص ودي واحترامي

anaghada

أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمتي برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي

كلامك في منتهي الاهميه
حقيقي موضوع ممتاز ياخد اعلي درجه

سكر هانم
منوره

عبير المصريه
مرورك هو الاروع والله

موضوعك قمة في الروعة

ومهم لكل الشباب

مشكورة على عرضك الجميل

شكرا الدكتور
شكرا كلمات
نورتم الموضوع بمروركم العطر