" مـاذا نتعلـم مـن الأطفال "

من طرف **smsm** السبت أبريل 23, 2011 7:23 pm

يبدو عنوان الموضوع غريبا فنحن لا نتعلم من الأطفال وإنما نعلمهم ولكن

المقصود من جهة العقل . وإنما ما نتعلمه من الأطفال من جهة القلب والروح

الطيبة ، والنفسية الصافية ، والطباع . والمقصود بلا شك ما نتعلمه من الطفل

السوى ، وليس الذى ولد بميول أو طباع منحرفة ، سواء من جهة الوراثة أو

لأسباب أخرى .... فما هو إذن ما ينبغى أن نتعلمه من الاطفال؟

1- أول ما نتعلمه منهم : البراءة والبساطة فالطفل يولد بريئا ويعيش فترة

طفولته فى براءة. إنه لا يعرف شرا بل لا يعرف أى نوع من الشرور. لا

يعرف الخبث ولا المكر ولا الكراهية. وكل هذه من طباع الكبار التى قد

يغرسونها فيه حينما عندما يكبر للأسف الشديد. وهو لا خبرة له أيضا بالشر

وبراءة الطفل أصبحت مثلا عند الناس . وكما قال نزار القبانى على الشخص

الذى يحاول ان يتظاهر بالبراءة :

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه

نعم، إن الخداع ليس من طبيعة الأطفال وإنما هو من طبع بعض الكبار

ونحن حينما نتكلم عن براءة الأطفال حينما نقول : إن لهم الفكر البرئ

والمشاعر البريئه ولأنهم لا خبرة لهم بالشر ، لذلك لا يخجلون مما يخجل

منه الكبار.

2- من الصفات الجميلة عند الطفل أنه يحب المعرفة والتعليم وهو يسأل

يسأل ويريد ان يعرف ولا يخجل من السؤال والإقرار بعدم المعرفه.وهو

يقبل التعليم وعن طريقه ينمو فى المعرفة يوما بعد يوم.

أما الكبارفقد يمنعهم عن التعلم إما كبرياء لا يريدون أن يظهروا أنهم لا

يعرفون أو يمنعهم الخجل من السؤال أو يمنعهم الإكتفاء بما هم فيه من

معرفة وكلما كبر الإنسان فى سنه أو مركزه فقد يخجل أيضا من التعلم

وهو لا يتدرب على المعرفة بألا يخطئ أثناء تدربه أما الطفل فإنه أقدر

على تعلم كل شئ فهو مثلا أقدر على تعلم اللغه من كبار السن. لأنه لا

يخجل من ان ينطق ولو نطقا خاطئا يصححه له معلمه . بينما الكبير لا

يفعل ذلك.

وانت حاول ان تتشبه بنمو الأطفال فى المعرفه والمقصود المعرفه النافعه

لك. وما دمت قد كبرت فى السن، أمامك ألوان أساسية فى المعرفة غيرما

يسعى اليه الطفل. عليك مثلا أن تعرف نفسك وان تعرف الله وتعرف الحق

وتعرف الطريق السليم الذى يوصلك . وليكن لك التواضع الذى به تسأل

وتطلب المعرفة ، دون أن تخجل . ولا تتظاهر فى كل شئ بأنك تعرف

ودون ان تكون حكيما فى عينى نفسك.. إن الطفل يرتفع عن هذا المستوى

ويسأل باستمرار ولا يشعر أن السؤال يخدش كرامته . فالطفل مرتفع عن

مستوى هذا الاهتمام الضخم للكرامة.

3- من صفات الطفل أنه دائم النمو فهو ينمو دائما فى القامة كما ينمو فى

المعرفة وهو ينمو فى أشياء كثيرة. فمن جهة القامة يصل الكبار الى حد

معين لا تنمو قامتهم ولكنهم من جهة النمو عليهم ان ينمو فى مجالات أخرى

ينبغى ان يمارسوها منها النمو فى الروح والعقل والمعرفه والحكمة وكل

عمل صالح وكل فضيله.إذن حاولوا ان تتعلموا من الأطفال فضيلة النمو

فى المجالات المتاحه لكم .

4- من صفات الطفل أيضا الصدق وعدم الشك فهو يقول الصدق باستمرار

إلا إذا خاف من عقوبة الكبار لذلك على الكبار ان يطمئنوه باستمرار ولا

يلجأوا للعقوبة وانما بالإرشاد وهكذا ينزعون منه عامل الخوف الذى يكون

جديد عليه ويثبتونه فى الصدق الذى هو طبيعته.

5- من طبيعة الطفل ايضا انه يثق ولا يشك إلا إذا خدعه الكبارفيبدأ يشك

أما الشك فهو إذن دخيل على طبيعته النقية . هل يستطيع الكبار ان تنتقى

طبيعتهم من الشك؟ أم ان فلاسفتهم يقولون إن الشك هو الطريق الى المعرفه

وبهذا يعلمون الأطفال الشك ايضا.

6- ما يعجبك فى الطفل ايضا صفة البشاشة فهو باستمرار بشوش يحب

البشاشه يحب المرح يحب ان يضحك ويحب من يضحكه إنه لا يحمل أمور

الدنيا فوق كتفيه كما يفعل الكبارلا يفكر فى مشاكل اليوم ولا الغد ولا هموم

المستقبل بل يعيش باستمرار فى سلام قلبى لا يعرفه الكباروإن صادفه شئ

منا الضيق يلقى ذلك على أبيه وأمه ويستمر فى نقاوة قلبه من الضيق

حتى فى أشد الأوقات خطورة تجد البيت كله منزعجا ومتوترا وفى قلق

ومتوقعا شرا ما عدا الطفل

فليتك أنت تتشبه بما يحمله الأطفال من هدوء وسلام قلبى ومن فرح وحاول

إن صادفتك مشكله أن تحتفظ بهدوئك واشعر بأن لها حلولا إن لم تقدر عليها

فالله تبارك اسمه هو حلال المشاكل.

7- من صفات الطفل الجميلة أيضا أنه لا يحمل حقدا .قد يوجد ما يضايقه

أو يغضبه أو يحزنه ولكن كل هذا يأخذ وقته وينتهى دون أن يخزنه فى قلبه

أو مشاعره كما يفعل الكبار وما اسرع أن يتصافى ويلعب مع طفل آخر كان

يتعارك معه منذ لحظات. فالطفل سريع التصالح وقد يضربه أبوه أو أمه

وبسرعه يأتى ويرتمى فى حضنهما وفى عطفهما ينسى كل ما حدث.

والطفل يتميز بعمق الإيمان ويقبل كل حقائق الإيمان دون أدنى شك إنه يولد

مؤمنا نقول له نصلى فيصلى قل يارب فيقول دون ان يسال من هو الله ؟

ومع هى السماء؟

ومع كل ذلك نسمع من بعض الأمهات الشكوى من "شقاوة" الأطفال

إن ما يسمى بكلمة شقاوة هو نوع من نشاط للطفل الذى يريد أن يتحرك

ويجرى ويتكلم وعلى الرغم من كل ما قلناه

قد يوجد للطفل بعض الأخطاء مما يترسب فيه من البيئه

ومن تربيه خاطئه ، أما طبيعة الطفل الفاضلة فهى

أمثولة طيبة وقدوة صالحة للكبار.