معنى السعادة

من طرف كلام الدموع السبت مارس 17, 2012 9:31 am

السلام عليكم

هذه القصة من تأليفي وأشخاصها يجسدوا أحداث حدثت معي وتحدث كل يوم وتحدث مع الكل،،،

أرجوا أن تنال على إعجابكم وأتقبل بكل صدر رحب أي انتقاد ومصارحات

]كنت دائما ألاحظ شُق ذلك الباب وانا مار في طريقي الى
العمل , لم ينتابني أي شعور بالخوف عندما قررت أن أطرقه , لم أسمع احدا يجيب
طرقي, طرقته عدة مرات وفي كل مرة أطرقه يزداد اتساع ذلك الشق مصحوبا بتلك
الزقازيق التي تصدرها الأبواب المهترئة , إلى أن فتح على أكمله , لم أستطع في البداية
أن أرى أي شيئ بسبب ذلك الظلام الدامس ولكن كان لنور الشمس رائيٌ آخر , فلقد
بدات بعد الملامح بالتباين , وبينما أحاول أكتشف سر هذا المكان الذي إن رآه أحد منا
يظن في البداية أنه مهجور .

أبصرت شيخاً طويل اللحى, ابيض الشعر, اشعثه , يده اليمنى يتكئ عليها رأسه, جالسا
وقد ظهر عليه علامات الحزن الشديد و الهم ياكل من جسمه كالدودة التي تأكل في
أجسام الموتى .
لوهلة شعرت أن الخوف بدأ يتملَّك قبي , نبضاته ارتفعت كا جري الأحصن في السباق ,
حينها تذكرت قول ربي عز وجل } هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا
ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما { .

فكأنما السكينة تزرع في نفسي كازرع اشتد عوده وامتدت جذوره , تمالكت نفسي

وهدات نبضاتُ قلبي وزاد فضولي لكي اعرف من هذا الشيخ وما هي قصته .
اتجهت إليه وكل عزم على إزالة تلك النظرات الحزينة والهموم المريرة وألبسه تاج الفرح
من بعد الطرح , وذار بيننا هذا الحوار :-

الرجل :- السلام عليكم

الشيخ :- وعليكم السلام

الرجل :- أعتذر عن إزعاجي لك بسؤالي ولكن لماذا أنت مهموم البال وحزين المنظر ؟

الشيخ :- ( متفاجئا بلباقة الرجل مبديا عدم الإهتمام ) , ولماذا السؤال ؟ ومن أنت ؟

الرجل :- أنا مجرد رجل أحب بعث السرور والفرح في قلوب الناس أمثالك ( مع ابتسامة )

الشيخ :- ( وقد بدأت علامات الهدوء تدخل الى قلبه تجاه هذا الرجل الغريب ) هه ؟
ولكنك لن تستطيع أن تفعل لي شيئا .

الرجل :- ( مبتسم ) بلى أستطيع إن فتحت لي قلبك وقلت لي سر هذا الكأبة ؟

الشيخ :- ( مهموما ) يا بني انا كنت مثلك في يوم من الايام ولكن هذه الدنيا لا تجعل لأحد
منا قلبه مرتاح , تارة نقلق من أمر, وتارة نبكي على حبيب فقدناه ,وتارة نلتمس الرجاء
من أشخاص ولا جدوى برجائنا اليهم , ودائما نواجه الصعوبات والعثرات في طريقنا
للصعود وتارة وتارة وتارة ( مكررا الكلمة ذاتها ) هل تريد أن تبقى الأن وتسمع ما يدور
في خلدي ؟؟ هل تريد أن تبقى وتمحو تلك الابتسامة عن وجهك الجميل ؟؟

الرجل :- ( مصغيا ) لا اريد أن اسمع المزيد ( مبستما ) ولكن أريد أن أتكلم الكثير إن أذنت
لي ؟

الشيخ :- ( وقد إزداد إعجابا بلباقة الرجل ) تفضل إني مصغي .

الرجل :- أما عن الذي ذكرتهم الأن فالدنيا دار صفاءٍ وشقاء , دار راحةٍ و هلاك , دار محبة
وكره , فبيدك أن تختار ما تريد من هذه الدار ولك أن تترك مثلك مثل شخص دُعي إلى
مأدبة غداء فيها ما لذ وطاب من طعام أحبه ولم يحبه , فاحرص على أن تختار من الدنيا
ما يريح بالك ويصفى به ذهنك وترتاح له جوارحك .

الشيخ :- ( وقد بدأت عليه علامات السرور ) أكمل !!

الرجل :- وأما عن قلبك فا لقلبك الكثير من الاوردة والشرايين , وحدك أنت من يستطيع
ملؤها بالدماء الجديدة كل يوم وضخ فيها الأمل وطرد ما علق من بؤس وشؤم , وأما
العينان فما أجمل دموع الفرح وما أبشع دموع الحزن , ما اروع دموع الفوز وما اتعس
دموع الذل , لماذا تنظر الى الجانب السيئ من الحياة ولا تنظر الى الجانب الحسن منها
؟؟ لماذا العبث بوكر الدبابير بينما تستطيع لمس فراء هرة بيضاء اللون كانها الثلج فوق
أسطح البيوت, ما الضير إن نظرت إلى جمال فتاة صغيرة تلعب بين الحقول وتزرع الزهور
؟؟ ( وهو ناظر الى باب البيت ) الا ترى ذلك البستان البعيد ووروده تلئلئ في أرضه ؟؟ (
مبتسما وناظرا الى الشيخ ) الا ترى أشعة الشمس وهي تعكس جمالهم ؟.

الشيخ :- ( يعتدل في جلسته ) يا الله ما أروع هذا الكلام !! لم أسمع به منذ فترة طويلة.

الرجل :- ( وقد زادت ابتسامته عذوبه ) لم تسمع به لأنك لم تسمح له بالدخول الى قلبك
الى وجهك الى عينك ( اشارة الى ذبول العينين وطول اللحية ) .

الشيخ :- ( يشرع بالتفكير ) همممممم

الرجل :- (مقاطعا تفكيره ) لماذا تلتمس الرجاء من العباد إن كان هناك رب لتلك العباد
؟؟

الشيخ :- ( يخرج من تفكيره وبذهول ) نعم !؟

الرجل :- نعم هناك رب للعباد ربي وربك ورب تلك الورود ( موجها اصبعه السبابة البستان البعيد ) ورب الأشجار والحيوانات ورب كل شي في الكون الا تعلم أن من ابتغى العزة بغير الله أذله الله ؟؟ ألا تعلم أن الله وضع لكل شخص مقداره بالحياة إن شاء أو أبى فلن يزيد أو ينقص ؟؟

الرجل:- ( موجها الكلام بشدة خفيفة ) أنت المخطئ.

الشيخ :- ( مذهولا ) انا ؟؟

الرجل :- نعم أنت لأنك تطلب الرزق والراحة والسعادة من الناس , لماذا لا تطلبها من
ربك الله عز وجل ؟؟ إن كان هو معطيك ومعطي هؤلاء الذين تستجديهم برجائك ؟ توجه إلى ربك تجده بجانبك دائما , ولكن يجب عليك أن تكون بجانبه بكل ما أمر به والإبتعاد عن كل ما نهى عنه . حينها سوف تعرف معنى الراحة والهدوء والطمأنينة ولا تنسى قول الله عز وجل } ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا {.

الشيخ :- ( وكأنما شعاع الفرح بدا يدخل عيناه وقلبه ) إن في كلامك لحلاوة , وفي إلقائك لطراوة , وفي بسمتك لطلاوة تطلي بها الروح كالجدار يُطلى لِيُشِعَّ جمالا ونورا للناظرين.

الرجل :- ( وقد احس بأن قلبه سوف يطير من الفرح ) يا شيخي إن هذه الأشياء التي
ذكرتها إنما أٌخرجت من نفس تسكنها من قبل ولكنك أنت من تريد إبقائها مدفونة في أعماق قلبك .

الشيخ :- ( بتعجل ) بعد ذلك الكلام الجميل الذي سمعته أريد أخراجها إلى الابد , زدني يا بني من كلامك المعسول زدني.

الرجل :- يا شيخي إن العثرات التي تواجهها في طريقك أنا وجدتها في طريقي أيضا ولكنني تعاملت معاها بشكل معاكس لما أنت عاملتها .

الشيخ :- (واعتدل بجلسته واصبح ظهره قائما ) كيف ؟؟

الرجل :- ( مبتسما ) عندما أرى عثرة في طريقي أزيحها وامضي قدما في طريقي .

الشيخ :- ( مقاطعا ) ولكنني فعلت هكذا ولم أفلح .

الرجل :- ( بهدوء وما زالت الابتسمامة تصاحبه ) يا شيخي كلنا نزيل العثرات ولكن قليل منا من يصمد إن رجعت تلك العثرة مرة أخرى إلى مكانها .

الشيخ :- ( منصت ) هه.

الرجل :- إن العثرات لمليئة في الطرقات ولكن من يجب عليه تخطيها هو من يجب عليه أن يعرف كيف يتعامل معاها دائما إن ذهبت أو رجعت أو إن بقيت , إن العثرة التي تواجهك يمكنك إزاحتها وتمضي , إن أتتك مرة أخرى أزحها مرة اخرى وهكذا إلى أن تصل إلى مبتغاك , هنالك عثرات إن أزحتها تأتيك عثرات أخرى أكثر من ذي قبل , ولكنك بإرادتك القوية وإيمانك بالله عز وجل وإبتسامتك الشفافة يمكنك أن تجعل من الأرض الوعرة أرض سهلة وخصبة لزراعة الأمل والنجاح.

الشيخ :- ( وقد بدأت عيناه تلمعان من جديد ) نعم نعم كلامك صحيح أنا لم أفعل ذلك وكنت أقف عند أدنى عثرة تواجهني في طريقي .

الرجل :- يا شيخي إن السرور والأمل هو من يجعل حياتك كلها جميلة , إن التطلع إلى الأفق البعيد هو من يجعلك قادرا على أن تجعل أهدافك تأتيك بسهولة , إنك إن تنظر بعينك الجميلة إلى الحياة تجدها حلوة مذاقها الشهد في فمك , إنك إن تجعل بسمتك منارة للأخرين تجدهم بجانبك وحولك , إنك إن تتعلم من الزهرة خروجها للحياة من باطن الأرض؛ لسوف تعلم أن النجاح في الدنيا يتطلب منك الصبر والإرادة والإيمان بالله عز وجل .

الشيخ :- ( وقد بدأت لحيته بالضمور رويدا رويدا ) أن الأن أحس بأنني أولد من جديد على يديك .

الرجل :- ( مبتسما ) لا يا شيخي , كل هذا ليس مني بل من الله عز وجل هو من أنارك إلى طريق الهداية مرة أخرى فأشكره وكن له عبدا منيبا تحمده بالسراء والضراء .

الشيخ :- ( رافعا يديه إلى السماء ) الحمد الله رب العالمين , الحمد الله رب العالمين

الرجل :- ( يمد يديه للشيخ وهو مبتسم ) قم أيها الشيخ وانهض من مكانك وسر معي في هذه الدنيا بجمالها وروعتها .

الشيخ :- ( مبتسما ) خذ يدي , ولكن أتعلم من أنا يا بني ؟؟

الرجل :- ( منتظرا الاجابة ) من أنت ؟

الشيخ :- ( وقد خفت لحيته بشكل كبير وأصبح بريق عيناه يتكلمان عن جمال قلبه ) أنا الحزن وقد أصبحت الأن من أسعد الناس .

الرجل :- ( مبتسما وقد رأئ أن الشيخ أصبح رجلا منير الوجه راسخ الهيئة ) وأنا السعادة .

الملخص

أن ليس هناك ما يسمى الحزن ولكن هناك ما يسمى السعادة , إنما الحزن هو غياب للسعادة فإنظر الى كل من حولك جميل وتفكر به وألقِ بأفكار الحزن عنك تعش هنيئا مرتاح البال , واجعل إرادتك أقوى من الصخر لكي تواجه صعاب الدنيا وكلك أمل وتفاؤل بأنك قادر على أن تجعل منها سلم للنجاح .

[center]