هل يكفي الاحساس فقط للحكم على شي ما؟

هل يكفي الاحساس فقط للحكم على شي ما؟





وهل يكفي الاحساس لان يكون دليلا ضد انسان ما؟




وهل نصدر حكما قاسيا على شخص ما من منطلق احساسنا بسوئه او عدم صلاحيته؟



فمثلا قد نشاهد شخصا للمره الاولى
وتشعر نحوه باحساس غريب
بانك سبق وان شاهدته من قبل
او التقيت بة في مكان ما
بالرغم من ان هذا الاحساس
غير صحيح
وقد يكون هذا التآلف ناتجا
عن دخوله قلبك مباشرة
دون المرور على مناطق العقل




لتحليل سبب هذا الاحساس
بالراحة نحوه
رغم انه لم يتسنى لك معاشرته
او السفر معه او الحياة المتكاملة اليومية معة
في ظروف عملية واحدة
او اجتماعية
هذه الظروف التي قد تكشف لك شيئا
لم يخطر على البال
وتمنحك الصورة الحقيقية لهذا الشخص كاملة
وان احساسك الاول لا يمت
الى الموجه الاصلي باي صلة.




فانت قد تتخيل هذا الشخص
من خلال احتكاك متباعد معه انه انسان طيب ومسالم
ومهذب ، ولبق ومحترم ومبتسم دائما
ويشد الناس اليه وناجح في عمله
ومجتهد ومخلص الى غير ذلك
من الصفات الجزافية التي تطلقها الاشخاص
دون معرفتهم او الاحتكاك بهم
او التعامل معهم



وتظل تدافع عن هذا المبدأ طويلا
وتصر عليه بان هؤلاء يتمتعون
بكل الصفات الانسانية الجميلة
ولكن فجاة عندما تسئل:
ومن اين عرفنا بذلك؟؟




تكون الاجابة بمنتهى الثقة ،
احساسي يقول لي انه وانه وانه..
ويكون الاحساس هو الحكم على شخص قبل التعامل معه
وبعدها
ومن خلال التعامل الفعلي وبعد ان تمنح هذا الشخص ثقتك الكاملة
تكتشف ان ماشعرت به كان في غير محله





وان احساسك بطيبته قبل التعامل معه كان احساسا كاذبا
وان من اعتقدت بانه مسالم وهاديء
وانسان تكتشف بان الانسانية لم تمر على طريقه ابدا
وان هدوءه كان مغلق الابواب
ليفتحها بعد ذلك ويطلق من خلالها عواصفه الكثيفه
وعندها تعرف ان احساسك لم يتاكد هذه المرة ،
ولم يكن صحيحا فتندب حظك
وتلوم احساسك واندفاعك

وتصر على ان قلبك كان دليلك ، وانك فشلت في الحكم .




ويتكرر معك الموقف مع آخرين بمساحات او احجام انسانية مختلفة تماما
كمن يحكم على قضية او شخص ما بالحكم النهائي الذي هو في غير صالحه
وعند مناقشته يرد بقوة بان احساسه لا يخيب
وانه يتوقع ان هذا الشخص
سيء الى اقصى الحدود.






وآخر بارد وثالث معقد ، ومتعجرف ، وغبي وغير ذلك من الالفاظ التحطيمية لشخص ما
من منطلق عدم تقبله ، بالرغم من انه لم يرتكب اية جريمة في حقك ،
سوى صمته ، واعتزازه بنفسه وقلة كلامه ،
فيصدر الحكم فورا بانه لايعتبر الاخرين بشرا،
ولكن من خلال المعاشرة والتعامل تشعر انه بدا يتسلل اليك تدريجيا وبهدوء
من خلال تغيير الصورة تغييرا جذريا ، فتضطر ان كنت شجاعا لان تقول له انك ظلمته كثيرا ،
واعتقدت انه كذا وكذا ،
لكنك اليوم تكتشفه انسانا آخر ،
يرد بهدوء متزن بارد باننا ينبغي ان لانحكم على الاشخاص قبل معرفتهم ،
او التعامل معهم وان نقفل ابواب الاحساس المبكر
التي دائما ما تخفي وراءها صورا غير صحيحه .








وهذا يعني ان الاحساس ليس كافيا للحكم
على الاشياء في احيان كثيره ،
بل إن الانطلاق خلف الاحساس في عدة امور
مهمة قد يصيب صاحبه بمتاعب لا حصر لها ،
قبل ان يتاكد من احساسه ويكتشف انه كان مخطئا .
في الوقت نفسه ينبغي ان يحكمنا العقل قبل العاطفة في الامور الهامة حتى نستشعر الامان ،
ونعطي حكما لا يطال الظلم او عدم الامانة فيه شخصا واحدا ، لكن هل نستطيع
ربما .. ربما..






منتظر ارائكم